الدولار يمحو خسائره المبكرة بعد البيانات الأمريكية الإيجابية

استطاع الدولار أن يمحو خسائره الكبيرة التي تكبدها بوقت مبكر من تعاملات اليوم الخميس، ليستقر قرب مستويات إغلاقه أمس ويحافظ على أرباحه الكبيرة التي حققها منذ بداية هذا الأسبوع، بعد أن تلقت العملة الخضراء دعما كبيرا من البيانات الإيجابية الصادرة في الولايات المتحدة اليوم.الدولار الآن

وعلى صعيد التداولات، استقر مؤشر الدولار (الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى)، دون تغيير يذكر قرب مستوى إغلاقه الجلسة السابقة، مسجلا 104.91 نقطة، وسط الارتفاع الكبير الذي شهدته عوائد سندات الخزانة الأمريكية، والذي دفع عوائد السندات الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات إلى التداول عند 4.51%، بعد ارتفاعا بحوالي 1.45%.ما الذي أثر على أداء الدولار اليوم؟

تراجع مؤشر الدولار بشكل واضح خلال التعاملات المبكرة من الجلسة الأوروبية على خلفية الخسائر التي تكبدها الدولار أمام اليورو الذي تلقى دعما كبيرا من بيانات مؤشرات مديري المشتريات الصادرة لمنطقة اليورو صباح اليوم، والتي أظهرت انتعاشا كبيرا للقطاعين التصنيعي والخدمي، اللذان سجلا أفضل أداء لهما منذ 15 شهرا و 12 شهرا على التوالي رغم استمرار القطاعين بتسجيل انكماش، الأمر الذي ضغط على الدولار بشكل كبير وسط ارتفاع اليورو.

ولكن الدولار استطاع بعد ذلك محو خسائره المبكرة ليتداول حاليا على استقرار حول مستوى 104.9 نقطة، بعد أن تجاوزت القراءات الأولية لمؤشرات مديري المشتريات الصادرة للولايات المتحدة التوقعات لكل من القطاعين التصنيعي والخدمي، وأشارت البيانات إلى نمو اقتصادي قوي في نشاط القطاع الخاص الأمريكي خلال شهر مايو الجاري.

وساعدت تلك البيانات الدولار على محو خسائره المبكرة، تزامنا مع الدعم الذي تلقاه الدولار أيضا من بيانات طلبات إعانات البطالة الأمريكية الإيجابية للأسبوع الماضي، والتي أظهرت ارتفاع طلبات إعانات البطالة المقدمة خلال الأسبوع المنتهي في 17 مايو بنحو 215 ألف طلب فقط، في حين كانت تشير التوقعات لارتفاعها بحوالي 220 ألف طلب، وكانت طلبات إعانات البطالة قد ارتفعت بواقع 223 ألف طلب خلال الأسبوع الأسبق.

وعقب صدور بيانات مؤشرات مديري المشتريات القوية للغاية للقطاعين الخدمي والتصنيعي وطلبات إعانات البطالة الأسبوعية، تراجع تسعير السوق لاحتمالات خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة في شهري سبتمبر ونوفمبر بشكل حاد، ليسجل 52% و 66% على التوالي، انخفاضا من 60% و 72% قبل صدور مؤشر مديري المشتريات، حيث أثارت البيانات مخاوف من أن أسعار الفائدة الفيدرالية قد تظل مرتفعة لفترة أطول بكثير.

وفضلا عن ذلك، أظهر محضر اجتماع الفيدرالي الصادر مساء أمس أن صانعي السياسة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يشعرون بالقلق إزاء بيانات التضخم المرتفعة، والتي تظهر ثباتا واضحة ومقاومة كبيرة تجاه التراجع بالشكل الكافي، وأشار بعض الأعضاء أيضا إلى استعدادهم لتشديد السياسة بشكل أكبر إذا تسارع التضخم مرة أخرى.الدولار في أزواج العملات

بالنسبة لتداولاته أمام العملات الأخرى الرئيسية، استقر اليورو مقابل الدولار عند 1.0825 دولارا، كما استقر أيضا الجنيه الاسترليني مقابل الدولار عند مستوى 1.2710 دولارا، حيث تخلت العملتان الأوروبيتان عن أرباحهما المبكرة أمام العملة الخضراء.

وفي نفس الوقت، ومقابل الملاذات الآمنة، ارتفع الدولار مقابل الين الياباني بنحو 0.12% إلى 156.95 ين، في حين انخفض الدولار مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.24% مسجلا 0.9135 فرنك.

أما عن أدائه مقابل العملات السلعية، فقد ارتفع الدولار الاسترالي مقابل نظيره الأمريكي بنسبة 0.11% مسجلا 0.6625 دولار أمريكي، كما صعد الدولار النيوزلندي مقابل الأمريكي بنسبة 0.28% ليسجل 0.6114 دولار أمريكي، بينما استقر الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي عند 1.3697 دولار كندي.